الدَّرْسُ‮ ‬التَّاسِعُ‮ : ‬مُشَاجَرَةٌ‮ ‬بَيْنَ‮ ‬إِبْرَاهِيمَ‮ ‬وَجَارِهِ



يَقُولُ‮ ‬سَيِّدُ‮ ‬عَبْدُ‮ ‬اللَّهِ‮ ‬لِزَمِيلِهِ‮ ‬إِبْرَاهِيمَ‮ :‬

- ‬هَلْ‮ ‬نَذْهَبُ‮ ‬إِلَى المَتْجَرِ‮ ‬مَعًا ؟

- ‬لَسْتُ‮ ‬ذَاهِبًا إِلَى العَمَلِ‮ ‬فِي‮ ‬هَذَا المَسَاءِ‮ ‬لِأَنَّ‮ ‬لِي‮ ‬اسْتِدْعَاءً‮ ‬إِلَى مَكْتَبِ‮ ‬الشُّرْطَةِ‮ .‬

- ‬لِمَ‮ ‬اسْتَدْعَتْكَ‮ ‬الشُّرْطَةُ‮ ‬؟

- ‬لِمُشَاجَرَةٍِ‮ ‬بَيْنِي‮ ‬وَبَيْنَ‮ ‬أَحَدِ‮ ‬جِيرَانِي‮ .‬

- ‬وَلِمَ‮ ‬تَشَاجَرْتُمَا ؟

- ‬هُوَ‮ ‬يُحِبُّ‮ ‬العَزْفَ‮ ‬عَلَى العُودِ‮ ‬فِي‮ ‬اللَّيْلِ‮ ‬،‮ ‬فَيُوقِظُنِي‮ ‬أَحْيَانًا مِنَ‮ ‬النَّوْمِ‮ .‬ فِي‮ ‬اللَّيْلَةِ‮ ‬المَاضِيَةِ‮ ‬أَيْقَظَنِي‮ ‬ثَلاَثَ‮ ‬مَرَّاتٍ‮ ‬،‮ ‬فَفِي‮ ‬المَرَّةِ‮ ‬الثَّالِثَةِ‮ ‬طَرَقْتُ‮ ‬بَابَهُ‮ ‬،‮ ‬وَهَدَّدْتُهُ‮ ‬بِالضَّرْبِ‮ .‬ فَفِي‮ ‬الصَّبَاحِ‮ ‬ذَهَبَ‮ ‬إِلَى الشُّرْطَةِ‮ ‬فَشَكَا إِلَيْهَا تَهْدِيدِي‮ .‬

- ‬هَلاَّ‮ ‬تُوقِفُكَ‮ ‬الشُّرْطَةُ‮ ‬؟

- ‬لاَ‮ ‬أَخَافُ‮ ‬الإِيقَافَ‮ ‬لِأَنَّنِي‮ ‬مَا ضَرَبْتُهُ‮ ‬وَإِنَّمَا هَدَّدْتُهُ‮ .‬

- ‬إِذًا إِلَى اللِّقَاءِ‮ .‬

- ‬إِلَى‮ ‬غَدٍ‮ .‬

فِي‮ ‬الغَدِ‮ ‬يَجِدُ‮ ‬سَيِّدُ‮ ‬عَبْدُ‮ ‬اللَّهِ‮ ‬زَمِيلَهُ‮ ‬فِي‮ ‬المَتْجَرِ‮ ‬فَيَسْأَلُهُ‮ :‬

- ‬مَا حَدَثَ‮ ‬فِي‮ ‬مَكْتَبِ‮ ‬الشُّرْطَةِ‮ ‬؟

- ‬وَجَدْتُ‮ ‬جَارِي‮ ‬مَعَ‮ ‬رِجَالِ‮ ‬الشُّرْطَةِ‮ ‬فَقَالَ‮ ‬لَهُمْ‮ ‬إِنِّي‮ ‬اتَّخَذْتُ‮ ‬عَصًا لِضَرْبِهِ‮ .‬

- ‬وَهَلْ‮ ‬كَانَتْ‮ ‬عِنْدَكَ‮ ‬عَصًا ؟

- ‬نَعَمْ‮ ‬،‮ ‬اِعْتَرَفْتُ‮ ‬بِأَنِّي‮ ‬اتَّخَذْتُ‮ ‬عَصًا‮ ‬،‮ ‬لَكِنْ‮ ‬لِتَهْدِيدِهِ‮ ‬وَإِخَافَتِهِ‮ ‬لاَ‮ ‬لِضَرْبِهِ‮ .‬

- ‬وَهَلِ‮ ‬اعْتَرَفَ‮ ‬هُوَ‮ ‬بِأَنَّهُ‮ ‬يَعْزِفُ‮ ‬عَلَى العُودِ‮ ‬أَحْيَانًا فِي‮ ‬اللَّيْلِ‮ ‬؟

- ‬نَعَمْ‮ ‬،‮ ‬لَكِِنِ‮ ‬ادَّعَى أَنَّ‮ ‬كُلَّ‮ ‬الجِيرَانِ‮ ‬يُحِبُّونَ‮ ‬عَزْفَهُ‮ ‬إِلاَّ‮ ‬وَاحِدًا‮ .‬

- ‬وَمَنْ‮ ‬هُوَ‮ ‬هَذَا الوَاحِدُ‮ ‬؟‮ ‬

- ‬أَنَا‮ .‬

- ‬فَمَا قَالَ‮ ‬رِجَالُ‮ ‬الشُّرْطَةِ‮ ‬؟

- ‬نَهَوْا جَارِي‮ ‬عَنْ‮ ‬إِيقَاظِ‮ ‬النَّاسِ‮ ‬بِعُودِهِ‮ ‬،‮ ‬وَنَهَوْنِي‮ ‬عَنِ‮ ‬التَّهْدِيدِ‮ ‬بِالعَصَا‮ ‬،‮ ‬وَأَمَرُونَا بِالتَّصَالُحِ‮ .‬

- ‬فَهَلْ‮ ‬تَصَالَحْتُمَا ؟

- ‬نَعَمْ‮ ‬،‮ ‬تَصَالَحْنَا وَتَصَافَحْنَا‮ ‬،‮ ‬وَأَظُنُّ‮ ‬أَنِّي‮ ‬سَأَتَّخِذُهُ‮ ‬صَدِيقًا لِأَنِّي‮ ‬أَنَا أَيْضًا أُحِبُّ‮ ‬المُوسِيقَى‮ ‬،‮ ‬حِينَ‮ ‬لاَ‮ ‬أَنَامُ‮ .‬‬