الدَّرْسُ الثَّانَيَ عَشَرَ : بَيْنَ الغَدَاءِ وَالعَشَاءِ
يُهَيِّئُ أَحْمَدُ الشَّايَ فَيُعْطِي كَأْسًا لِزَيْنَبَ وَيَأْخُذُ كَأْسًا ثُمَّ يَسْأَلُهَا :
- هَلْ تُرِيدِينَ أَنْ تَأْكُلِي شَيْئًا ؟ عِنْدَنَا الكَعْكُ وَعِنْدَنَا التَّمْرُ .
- لاَ ، شُكْرًا . قَدْ تَغَدَّيْتُ مُنْذُ سَاعَةٍ فَقَطْ .
تَشْرَبُ زَيْنَبُ كَأْسَهَا ثُمَّ تَقُولُ :
- إِنَّهُ طَيِّبٌ جِدًّا . مَنْ عَلَّمَكَ أَنْ تُهَيِّئَهُ هَكَذَا ؟
- عَلَّمَنِي أَبِي . هُوَ يُحِبُّ الشَّايَ كَثِيرًا .
- أَظُنُّ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الرِّجَالِ يُحِبُّونَ أَنْ يَشْرَبُوا الشَّايَ وَيُحِبُّونَ أَنْ يُهَيِّئُوهُ .
- أَمَّا النِّسَاءُ فَيُفَضِّلْنَ أَنْ يَشْرَبْنَ القَهْوَةَ .
- هَلاَّ يَنْهَاكَ وَالِدَاكَ عَنْ شُرْبِ الشَّايِ أَوِ القَهْوَةِ ؟
- إِنَّمَا يَنْهَيَانِنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْهُمَا لِأَنَّهُمَا قَدْ يَمْنَعَانِ شَارِبَهُمَا مِنَ النَّوْمِ .
- نَحْنُ لاَ يَسْمَحُ لَنَا وَالِدَانَا أَنْ نَشْرَبَ القَهْوَةَ أَوِ الشَّايَ إِلاَّ بِاللَّبَنِ ، فِي الصَّبَاحِ عِنْدَ الفُطُورِ . أَمَّا فِي المَسَاءِ ، بَيْنَ الغَدَاءِ وَالعَشَاءِ ، فَيَقُولاَنِ إِنَّهُمَا يَضُرَّانِ بِالصِّحَّةِ وَيَقْطَعَانِ الشَّهْوَةَ إِلَى الطَّعَامِ .
- فَمَا تُعْطِيكُمْ أُمُّكُمْ فِي المَسَاءِ حِينَ تَرْجِعُونَ مِنَ المَدْرَسَةِ ؟
- تُعْطِينَا قِطْعَةَ خُبْزٍ بِالزُّبْدَةِ ، أَوْ بِالمَعْجُونِ ، أَوْ تُعْطِينَا قِطْعَةَ كَعْكٍ . أَمَّا الشُّرْبُ فَنَشْرَبُ المَاءَ ، أَوْ عَصِيرَ الفَوَاكِهِ . كُلُّ ذَلِكَ تُعْطِينَا مِنْهُ قَلِيلاً ، لِئَلاَّ يَمْنَعَنَا أَنْ نَتَعَشَّى . وَأَنْتَ مَاذَا تَأْكُلُ بَيْنَ الغَدَاءِ وَالعَشَاءِ ؟
- أَحْيَانًا لاَ آكُلُ شَيْئًا لِأَنِّي لاَ أَجُوعُ . وَأَحْيَانًا آكُلُ تُفَّاحَةً أَوْ فَاكِهَةً أُخْرَى . وَقَدْ أَشْرَبُ صَحْفَةَ قَهْوَةٍ بِاللَّبَنِ .
تَنْظُرُ زَيْنَبُ إِلَى سَاعَتِهَا فَتَقُولُ :
- قَدْ نَسِيتُ رِسَالَتِي ، السَّاعَةُ الآنَ الثَّانِيَةُ وَعِشْرُونَ دَقِيقَةً .
- سَاعَتُكِ مُتَأَخِّرَةٌ يَا زَيْنَبُ . عِنْدِي السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ إِلاَّ عِشْرِينَ دَقِيقَةً .
- نَعَمْ ، سَاعَتِي تَوَقَّفَتْ . الآنَ يَجِبُ عَلَيَّ أَنْ أَجْرِيَ . سَأَجِدُ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فِي مَكْتَبِ البَرِيدِ .
- أَنَا لَيْسَ لِي عَمَلٌ اليَوْمَ . أَسْتَطِيعُ أَنْ أَذْهَبَ بِرِسَالَتِكِ إِلَى البَرِيدِ فَأَنْتَظِرَ ثَلاَثِينَ دَقِيقَةً أَوْ خَمْسًا وَثَلاَثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ .
- أَشْكُرُكَ يَا أَحْمَدُ . لَكِنِّي أَنَا أَيْضًا لِي الوَقْتُ . لِذَلِكَ إِلَى اللِّقَاءِ .
- إِلَى غَدٍ .